مقالات وبحوث

والله يسمع تحاوركما

بقلم: نائب رئيس التحرير علي المسعودي

(يقال في الفلسفة أن الجدل أصل التطور، وها قد علمنا كيف أن خولة بنت ثعلبة رضي الله عنها اتخذت من الجدل، وكانت خير مجادلة، سبيلا لتجسيد رؤيتها في سعيها إلى حل مشكلتها”.

كلمة افتتحت بها صاحبة السمو الشيخة موزا بنت ناصر المسند حفظها الله تدشين مركز المجادلة الذي كان إحدى مبادراتها التنويرية الرائعة، بهدف تعزيز الهوية الإسلامية للنساء وتوعيتهن بأمور دينهن ودنياهن، شخصيا وأسريا واجتماعيا، من خلال ايجاد مساحة للتعبد والتعلم، وللتطوير والإرشاد واستنباط الحلول من داخل الإسلام.

لقد فطن أعداء الفطرة الإنسانية السليمة لمكانة المرأة الأساسية ودورها في صنع الأمة وتأثيرها على المجتمع ولذلك أيقنوا أنهم متى ما أفسدوها ونجحوا في تخريب فكرها وعقيدتها وتضليلها تهون عليهم حصون الإسلام فيدخلونها مستسلمة بدون أدنى مقاومة .

يقول أولئك : علينا أن نكسب المرأة، وفي اللحظة التي تمدّ إلينا يدها نكون قد ربحنا القضية .

ولذلك نجحوا في توجيه الرأي العام العالمي حينما ملكوا المرأة عن طريق الإعلام المال .

وجاءت كلمة صاحبة السمو حاوية للقضايا الفكرية الكبرى والتحديات الصعبة، حين استحضرت حادثة الجدل الراقي الذي جمع الصحابية خولة بنت ثعلبة رضي الله عنها مع رسول الله عليه الصلاة والسلام، إذ تصف سمو الشيخة موزا بنت ناصر ذلك المشهد العجيب بقولها: “لم تقف خولة بنت ثعلبة مكتوفة اليدين، بل سعت وبحثت عن حل للمشكلة من داخل منظومتها الدينية، قاصدة حفظ حدود الله في نفسها وأهلها بعقل وتبصر”.

ثم لفتت إلى نقطة رائعة يشير إلى روعة المعمار ووفي الوقت ذاته يصرف النظر عن الانشغال به، فكأنها تظهر حسن الضد بالضد إذ قالت:

“لا نجتمع هنا اليوم للاحتفال بالجماليات المعمارية للمبنى ومن ثم تحويله إلى مزار سياحي، وإنما لتسليط الضوء على مفهوم العدالة في العبادة من خلال إنشاء مركز ومسجد يتيح للمرأة تطوير ذاتها في الشؤون الدينية والدنيوية من منظور شرعي وفهم شامل للعبادة حتى لا تبقى مصليات النساء مهمشة ومنزوية في ركن قصي، بوضع لا يليق بقيمة المسجد الروحية والإيمانية بما يجعلها بيئة غير جاذبة للفتيات”.

إنها مبادرة عميقة تسعد القلب من سمو الشيخة موزا بنت ناصر تعزز في النفوس الحق واتباعه والمجادلة به والاعتزاز بهذا الارث الحضاري العظيم الذي بثه الإسلام في النفوس في وقت استطاع فيه رواد الفكر التغريبي التخريبي الوصول للمرأة وسط جهلنا بقيمة حضارتنا وحقيقة أولوياتها فكان الانتكاس بسبب الاغترار بالباطل لكونه يظهر في قالب الحق.

لقد كنت سعيداً بمتابعة الحدث عن بعد.. وأسعدني حضور النخب الثقافية الكبيرة في الحفل وبشكل خاص شاعرة العرب الكبيرة د. سعاد محمد الصباح.

اللهم بارك في الجهود.. واحفظ القيادة

 

 

 

 

 

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

إغلاق