مقالات وبحوث

رحلة في ذاكرة أحمد عبدالملك..

بقلم: نائب رئيس التحرير علي المسعودي

هجست لنفسي ان العلاقة لن تكون على مايرام بيني وبين هذا الرجل المنضبط في مواعيده الى الدرجة التي كلما نزلت فيها الى بهو الفندق حسب الاتفاق، قدم معصمه امام ناظريه طالع ساعته ثم رمقني بنظرة فاحصة ليرسل لي عتبا صامتاً مفاده: هذه الطريقة الفوضوية في التعامل مع الوقت لاتعجبني.

أطالع ساعة هاتفي لأكتشف أنني  تأخرت عن موعدي عشر دقائق، وهذا مما لا أحسبه من ذنوب التأخير!

يكتم الرجل غضبه وعتبه.. ويرحّب بي بابتسامة المضطر.

كان ذلك هو الدكتور احمد عبدالملك ، حين جمعني معه انني كنت عضواً في الوفد الثقافي القطري المشارك في احتفالات مدينة أربد عاصمة للثقافة في المملكة الاردنية الهاشمية.

وفي حين فرّقت بيني وبينه المقاعد في رحلة الطائرة، كان نصيبي ان اكون رفيقه في السيارة حين نزولنا في مطار الملكة علياء وقد توزع الفريق المكوّن من خمسة أعضاء في سيارتين.

حاولت في أسئلة متعددة أن أكسر جمود المعرفة.. فكان الرجل ودوداً.. يفتح نوافذ معرفية لطيفة، لكنّها أشبه بإجابات أستاذ لطالب.. يعلّق العلاقة بسبوّرة الدرس، حتى لا تتجاوز الأفق المعتاد لعلاقات أعضاء الوفود.

وفي الفندق جمعتنا حوارات عميقة عن الأدب والسفر والإعلام والثقافة.. وخلال رحلاتنا الطويلة من عمان العاصمة الى اربد وام قيس ذهابا وإياباً تعمقت العلاقة.. واستطعت التغلغل من الباب الذي يسمح لك بالدخول من خلاله، بينما يغلق الأبواب الأخرى تحسباً لوعورة الطريق.

أهداني كتابه: (الرواية القطرية، قراءة في الاتجاهات) الذي بدأت بقراءته فورا ولخّص لي رحلة الرواية القطرية، ثم روايته: أحضان المنافي، وكذلك رواية دخان، وميهود والجنيّة، وبدأت معه نقاشا طويلا عن رحلة الادب،

ثم طلبت منه ان يكون في ضيافتي في بودكاست أبواب) الذي أنتجته مؤخراً مع مجموعة من الزملاء المحترفين،

وعلى مدى ساعتين من الحديث.. شرع لي ابومحمد ابواب الذاكرة كلها.. رحلته من بيروت إلى الاسكندرية إلى امريكا إلى بريطانيا

عمله كمذيع ومسؤول اعلامي في مجلس التعاون، وكاتب مسلسلات..

حديث عن الأسرة، وأجواء قطر القديمة وفرقة الأضواء والأصدقاء.. وتجربة طويلة وجادة من العمل..

أترك الباقي لحديث البودكاست الذي ينطلق قريبا

مع انتهاء عمل الوفد الثقافي.. ركبنا السيارة متجهين الى المطار

فركب معي في المقعد الخلفي الصديق الشاعر عبدالحميد اليوسف

وقي الطريق شكلت مع عبدالحميد ثنائيا كوميديا وارتفع صوتنا بالضحك

فرمقنا أحمد عبدالملك وهو يجلس في المقعد الأمامي بنظرة تقول: يزعجني

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

إغلاق