Uncategorized

الأدب العربي في العصر الأموي

تطور الأدب في العصر الأموي تطورًا محسوسًا بتأثره ببعض العوامل السياسية والاجتماعية، فظهرت بذلك فنون جديدة على نطاقي الشعر والنثر.

أولًا، الشعر في العصر الأموي:

تميز الشعر في العصر الأموي بجزالة اللفظ وسهولته وعذوبته، واعتماده على التصوير رغبة في إبراز الأفكار والمعاني. و كان بناء القصيدة على طريقة الجاهليين في تعدد أغراض القصيدة، والتزام الشعراء بنظام الوزن والقافية الواحدة.

الشعر السياسي: ازدهر الشعر السياسي بسبب قيام الأحزاب السياسية من الأمويين والخوارج والزبيريين والشيعة.

شعر النقائض: هي معركة هجائية شعرية نشبت بين بعض الشعراء أمثال جرير والفرزدق والأخطل، وفيها ينظم شاعر قصيدة في الفخر والهجاء على وزن وقافية، فيرد عليه شاعر آخر بقصيدة ينقض بها فخره وهجاءه من نفس الوزن والقافية؛ حتى يظهر تفوقه عليه من ناحية المعاني، ومن ناحية الفن نفسه.

وانتشرت النقائض في هذا العصر نتيجة التنافس الشخصي بين الشعراء للحصول على منح الخلفاء والأمراء. ويعاب عليها إحياء العصبية القبلية التي قضى عليها الإسلام، و التفاخر بالأحساب والأنساب، والهجاء الفاحش الخارج عن روح الإسلام. أما عن محاسنها فقد أثرت النقائض اللغة والأدب بما فيها من أساليب جديدة، وثروة لغوية. و قد كانت سجلًا تاريخيًا لكثير من الوقائع والعادات في العصر الأموي.

ثانيًا، النثر في العصر الأموي:

الكتابة: ارتفع شأن الكتابة في العصر الأموي لما نتج عن امتزاج الثقافات العربية بالأجنبية في ظل اتساع رقعة الدولة وحاجة الخلفاء إلى مكاتبة الولاة والقادة، وكان أبرز ما يميزها التأثر والاقتباس من آيات القرآن الكريم والاستهلال بذكر الله وتمجيده والصلاة على نبيه، والاهتمام بتفخيم العبارة وتجويد اللفظ، والاستعانة بالتشبيهات من الشعر والأمثال والحكم.

الخطابة: احتلت الخطابة مركزًا مرموقًا في العصر الأموي بسبب تعدد الأحزاب السياسية والدينية وكثرة الفتن والاضطرابات، والامتداد الناتج عن الفتوح الإسلامية، لذلك تنوعت أغراضها فكان منها الخطب الدينية والحربية والسياسية، كذلك الخطب الاجتماعية التي تلقى عند اجتماع الناس في محافلهم ومناسباتهم.

فن الرسائل: هو فن أدبي قديم ازدهر في العصر الأموي حيث يُظهر مقدرة الكاتب في التصوير البياني وموهبته الإبداعية في زخرفة أساليبه. وتسمى الرسائل التي تصدر عن ديوان الرسائل “الرسائل الديوانية” نسبة إليه. وتتمثل موضوعاتها في رسائل تولية العهد، وتولية القضاة، والولاة، وما يتصل بأمور الرعية.

وفي مقابل الرسائل الديوانية، يوجد نوع يعرف بالرسائل الإخوانية، وهي التي يكتبها الناس بعضهم إلى بعض، كالتهنئة، والتعزية والبشارة والعتاب، وغير ذلك من أمور الحياة.

وهناك رسائل أخرى ليست ديوانية ولا إخوانية وإنما هي رسائل وعْظية، ونعني بها تلك التي يكتبها بعض الأتقياء إلى الخلفاء والأمراء يحثونهم على الصلاح والتقوى والرأفة بالرعية، والزهد وما أشبه ذلك. وبالإضافة هناك نوع خُصص للحديث عن الموضوعات الأدبية أو العلمية أو الدينية أو التاريخية، وهو أقرب إلى باب التأليف، واشتهر به كتاب معروفون أمثال: سالم بن هشام، وعبد الحميد بن يحيى الكاتب الذي كان أبلغ كتاب العصر الأموي.

 

وبهذا نكون قد مررنا بفنون ومظاهر ازدهار الأدب العربي في هذا العصر، وللحديث بقية مع عصور أخرى

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

إغلاق