مقالات وبحوث
الوزير المرافق
بقلم : نائب رئيس التحرير الأستاذ علي المسعودي
لا يمكن الحديث عن كتاب (الوزير المرافق) دون البدء في كتاب (حياة في الإدارة).. فهما كتابان متصلان.. حتى أن القصيبي نفسه عندما كتب مقدمة (الوزير المرافق) بدأ بالحديث عن (حياة في الإدارة).. فقال:
قلت في كتابي “حياة في الإدارة”.. كانت هناك بين الحين والآخر مهام تأخذ الوزير من دوامة العمل الروتيني اليومي، أبرز هذه المهام مرافقة الملك وولي العهد في الزيارات الرسمية، ومرافقة رؤساء الدول الذين يزورون المملكة..
أثناء مرافقته لزوار المملكة دوّن القصيبي الانطباعات عنهم منذ سنين طويلة ونقلها كما هي إلى الكتاب دون تعديل.
في الكتاب تعترف أنديرا غاندي لغازي القصيبي أن القائد الهندي الشهير “غاندي” كان يتصرف تصرفات غريبة ويحرج مضيفيه بإصراره على نوع طعام معين بحجة التقشف.. بينما التقشف الحقيقي هو أن تقبل بما هو متوفر.. كما كان يصر على السفر بالطائرة في الدرجة الثالثة فتضطر الحماية الأمنية إلى إخلاء الدرجة الثالثة كاملة، ولو سافر في مقصورة الدرجة الأولى لكانت كلفته على الدولة أقل بكثير..
ومن غرائب غاندي أنه كان في آخر حياته لاينام إلا وينام على جانبيه فتاتان عاريتان!!
وفي مرافقته للملكة إليزابيث.. وفي نقاش حول وجهة نظر أن عهود الملكات في بريطانيا كانت أزهى من عهود الملوك، قال لها القصيبي:
(إن المواطنين يتعاطفون مع ملكة أنثى أكثر من تعاطفهم مع ملك رجل. إنهم يتوقعون أن يحميهم الملك، ولكنهم يتوقعون أن يحموا هم الملكة، وهذا في اعتقادي يجعل عواطفهم تجاه الملكة أكثر حرارة)
وجاء في الكتاب:
(عند زيارة الملك فيصل لأوغندا أحضر عيدي أمين مجموعة من الفتيات المراهقات يرقصن على أنغام الطبول ويرددن: “إنا أعطيناك الكوثر” كان الملك فيصل يحوّل بصره عن المشهد بينما كان عيدي أمين سعيدا لأنه يعتقد أنه قدم لضيفه مشهدا إسلاميا!!)
وكنت قد التقيت القصيبي رحمه الله في حوارات عدة ” وسألته:
* بعد التجربة الطويلة مع الكتابة.. هل أسست مدرستك الأدبية الخاصة؟ فقال:
– مازلت أنتمي إلى مدرسة محو الأمية