وَسَيّارَةٍ ضَلَّت عَنِ القَصدِ بَعدَما
تُرادِفُهُم جُنحٌ مِنَ اللَيلِ مُظلِمُ
فَأَصغوا إِلى صَوتٍ وَنَحنَ عِصابَةٌ
وَفينا فَتىً مِن سُكرِهِ يَتَرَنَّمُ
أَضاءَت لَهُم مِنّا عَلى النَأيِ قَهوَةٌ
كَأَنَّ سَناها ضَوءُ نارٍ تَضَرَّمُ
إِذا ما حَسوناها أَضاءوا بِظُلمَةٍ
وَإِن قُرِعَت بِالمَزجِ ساروا وَعَمَّموا
أَقولُ لِرَكبٍ ضَمَّتِ الكَأسُ شَملَهُم
وَداعي صَباباتِ الهَوى يَتَرَنَّمُ
خُذوا بِنَصيبٍ مِن نَعيمٍ وَلَذَّةٍ
فَكُلٌّ وَإِن طالَ المَدى يَتَصَرَّمُ
وَلا تُرجِ أَيّامَ السُرورِ إِلى غَدٍ
فَرُبَّ غَدٍ يَأتي بِما لَيسَ تَعلَمُ
لَقَد كادَتِ الدُنيا تَقولُ لِاِبنِها
خُذوا لَذَّتي لَو أَنَّها تَتَكَلَّمُ
أَلا إِن أَهنى العيشِ ما سَمَحَت بِهِ
صُروفُ اللَيالي وَالحَوادِثُ نُوَّمُ
المصدر : عالم الادب