مقالات وبحوث
الإبداع والأهداف النبيلة في “شاعر الجامعات”
بقلم : نائب رئيس التحرير علي المسعودي
ربما تجد نفسك عالقا في حياة جافة تقف حاجزا بينك وبين الإبداع!
وقد تكون في حالة بحث قلقة عن تلك الفكرة التي تمنحك التميّز الذي تطمح إليه؟
هل هو صراع الإبداع؟ وهل هي الميزة المحورية الفطرية، أو التي يمكن إكتسابها وتنميتها؟
يرى الدكتور (روبرت ستيانبرغ) أن الإبداع هو “عملية إنتاج أصلي يستحق التعب” ويقول في كتابه (الإبداع وحافز الإنجاز) أن الإبداع”مهارة” أساسية و مشتركة عند الجميع يجب تنميتها يومياً في الصعيدين الشخصي و المهني.
وزارة الثقافة من خلال “مركز قطر للشعر” تفتح الباب لفرصة جديدة من تحقيق الحلم عبر مسابقة (شاعر الجامعات) في موسم آخر أكثر حماساً وفاعلية ورغبة في تحقيق الإبداع.
نستحضر في مثل هذه المبادرات مقولة “دينيس ديدرو”: لا تنتظر الفرصة أن تأتيك، اصنعها أنت بجرأتك واصرارك.
ويمكن إتمام عبارته بإضافة مهمة: (لا تنتظر أن تسنح لك الفرصة غير العادية، بل انتهز الفرص العادية وإجعلها عظيمة).
موسم جديد يضع أمام المبدعين فرصة مميزة على طبق من ذهب.. ينطلق من رؤية الوزارة لتحقيق الإبداع على أرض الواقع، واكتشاف “الشاعر الحقيقي” من أبناء الجامعات الموجودة في قطر، بما ينسجم مع الأهداف التي يسعى مركز قطر للشعر (ديوان العرب) إلى تحقيقها بمثل هذه الطاقات الشعرية، بحرص المركز على رفد المشهد الشعري بمواهب واعدة، وفاعلة في الحراك الثقافي الذي تشهده الدولة.
ومن خلال تجربة شخصية في عدة مواسم مع الزملاء في لجنة تحكيم المسابقة.. رأيت ما لم ألمسه في أية مسابقة أخرى كنت عضواً أو مشرفا عليها.. أولها ذلك التنوع في المشاركين، القادمون من جنسيات مختلفة، وكثير منهم من بلاد غير عربية يأتون بلسان عربي وربما “بدوي” لاتكاد تفرق بينه وبين المواطن في الجوهر والمظهر والمنطق واللكنة، وهو مالم أشهده في العالم العربي سوى في مكة المكرمة ودولة قطر.. تأكيدا لوصف (كعبة المظيوم) حيث تندمج الأسر المهاجرة في ثنايا الوطن انتماءً وحباً وسلوكاً، محبة صادقة للأرض والأمير والعلم، وقد تقدم إلينا شعراء شباب بلسان عربي فصيح ولباس قطري صحيح من الهند وباكستان وغينيا وبنغلاديش وجنسيات أخرى كثيرة، بخلاف المقيمين العرب من طلاب الجامعات القطرية الذين كان لهم الحضور والفوز بالمراكز الأولى في عدة مواسم.
كلمات في الخاطر .. وتحية اسوقها لقائد مسيرة العمل الثقافي سعادة الشيخ عبدالرحمن بن حمد آل ثاني الذي يترجم تعليمات القيادة العليا بكل تفان وإخلاص وابتكار .. كما أحيي الأخ المبدع القائم على المسابقة الشاعر شبيب بن عرار النعيمي مدير مركز قطر للشعر، والأحبة في لجنة التحكيم من غاب منهم ومن حضر: محمد ابراهيم السادة، لحدان الكبيسي، زايد بن كروز، ومبارك آل خليفة.. وجامعة قطر التي عودتنا على استضافة أيام المقابلات مع المشاركين، وكل القائمين على هذا العمل المميز.
إن الأهداف السامية التي تسعى لتحقيقها المسابقة كثيرة جدا تتجاوز المبالغ المادية التي يحصل عليها الفائزون رغم أهميتها ومانراه لها من أثر كبير في نفوسهم وتعابير وجوههم..
ومن تلك الأهداف التي ألمسها: القدرة على التعبير المميز المختصر، وسلاسة الفكر، وسرعة البديهة، والقدرة على التعبير بشكل مختلف، والتفوق في الكتابة ومهارة الإلقاء وقوة الذاكرة والانجذاب للأفكار المبتكرة وسعة الخيال، والخروج عن المألوف، والإقدام على خبرات جديدة، والجرأة في المقابلات، وحب اللغة العربية واستخدام الشعر في غايات نبيلة..
وفق الله الجميع إلى مايحبّ ويرضى..
ali@arabicadab.com