مقالات وبحوث
مع الطنطاوي
.. مع الطنطاوي
بقلم : نائب رئيس التحرير علي المسعودي
رحمك الله، كم كنت طريفا…
وعميقا…
وجزلا …
وتلقائيا…
تدخل من موضوع إلى آخر باسترسال عجيب تبتعد فيه كثيرا حتى تنسى أحيانا من أين بدأت!!
مازالت لهجتك ولغتك مغروسة في ذاكرة من تابعوك في الثمانينات.
أقول ذلك وقد تمتعت خلال الأيام الماضية بالغوص فيالجزء الأول من ذكريات الشيخ علي الطنطاوي رحمه الله الصادر عن دار المنارة للنشر في جدة عام 1985م
وهذه مقتطفات متفرقة من الذكريات كنت أدونها في مذكرة خارجية أثناء قراءتي:
– من طريف أخبار ذوي الغفلة من الوعاظ أن أحد مشايخنا جاءه من يقول له إن (منيرة المهدية) تغني وترقص في العباسية فأعلن غضبه في درسه الأموي وقال : كيف ترقص هذه المرأة أمام الرجال وهي كاشفة جسدها مبدية مفاتنها؟ أين الدين وأين النخوة؟
– قالوا: نعوذ بالله… وكيف يكون هذا، وأين ياسيدي ومتى؟
– قال: في العباسية في الليل بعد صلاة العشاء…
وكان نصف المقاعد خاليا.. فامتلأت تلك الليلة المقاعد كلها!
فلينتبه الواعظون فكثيرا ماتكون المبالغة في وصف المنكر دعاية له : ص 39
– (ألسن) جمع لسان أي لغة، أما العضو فجمعه ألسنة : ص 37
– كلمة (مقهى) فصيحة، و(أقهى) أي أدام شرب القهوة : ص 38
– إن الاسلام صب البطولة صبا في أعصاب المسلمين وأجراها في دمائهم فمهما حاقت بهم الشدائد وتوالت المحن فلن تتبدل طبيعة البطولة فيهم والعاقبة لهم إن كانوا مع الله : ص 41-42
– (في الحرب العالمية الأولى) كنت أرى الجياع ينبشون أكوام القمامة علهم يجدون ما يؤكل، وماجاعت دمشق في عمرها الطويل قط الا تلك الأيام. ص 45
– مدرستنا (الأهلية) كان تدريسها سيء الأسلوب معوج الطريقة ولا أذكر لمدرس من مدرسيها أثرا في نفسي فكأني كنت أنتقل من سنة إلى سنة وأرتقي من فصل إلى فصل وأنا نائم. ص 46
– كنا نهتف في المدرسة كل صباح بالتركية (باديشام جوق يشا) أي (يعيش سلطاننا طويلا) ص 47
– اذا انتهى العصر الأموي بقتل مروان وولاية السفاح فهل القصيدة التي نظمت قبل مقتله بيوم لها مزايا وخصائص الشعر الأموي والتي نظمت بعده بيوم لها خصائص ومزايا الشعر العباسي؟ ص50
– أين دنيانا تلك ياناس؟ ص 58
– لا أريد إلا دعوة صالحة من مسلم صالح تبقى سرا بينه وبين الله . ص 59
– إن (سايكس وبيكو) وزعونا غنائم حرب كما توزع المواشي التي أخذها الجيش الغالب من الجيش المغلوب ص 67
– تجوز الصحراء فلا ترى إلا أرضا جرداء لا ظل ولا ماء ولا نبتة خضراء ، فإذا نزل المطر اهتزت وربت وكسيت ثوبا اخضر من العشب والزهر وصارت مرعى للسوائم ومتعة للنظر فمن أين ترونه قد جاء هذا النبات!
من بذور صغار قد لا تأخذها من دقتها الأبصار قد ركب الله لبعضها ما يشبه الأجنحة القصار تحملها الرياح فتلقيها بين حبات الرمال فلا ترى إلا تلالا من الرمل تتلظى تحت وهج الشمس.. فاذا انزل الله الامطار وجمع الله لها الظروف التي جعلها سبب الانبات كان منها هذا النبات!! ص 74
– كانت دمشق كالحطب الجاف ينتظر أن تلامسه النار ليشتعل.. ومن شأن الحطب الجزل أن يبطئ دخول النار فيه ويبطئ خروجها منه
ص 167
– إنه ما مر بنا عهد على كثرة ما مر من عهود إلا بكينا فيه منه… وبكينا بعده عليه!
… أفقدر علينا أن نستكبر الشر فنأباه، ثم نرى ماهو أشر منه فنطلبه فيأبانا؟ ص 168
علي المسعودي
ali@arabicadab.com