مقالات وبحوث
جامعة قطر ومبادرة احتشام
.. جامعة قطر ومبادرة احتشام
بقلم : نائب التحرير الأستاذ علي المسعودي
في ظل انفتاح العالم على كل شيء وبلا حدود، حتى كادت الخطوط الحمراء تختفي تماما أمام أصعب المواضيع وأكثرها حساسية، وباتت الصور الجريئة والمتجاوزة تغزو عالم الأطفال والشباب فظهرت المناظر التي يشيب لها الرأس!
وفي ظل جرأة الكثير من الجهات المنحرفة في الإعلان قضاياها مهما بلغ بها الشذوذ، وفي خضم استهداف الإعلام للمرأة بهدف تحويلها إلى سلعة تعرض في الفاترينات كوسيلة جذب استهلاكية ونوع من أنواع الإغراء التجاري..
في ظل كل ذلك بادرت جامعة قطر إلى لعب دورها الثقافي والأخلاقي المفترض في تعزيز مسؤوليتها المجتمعية وبناء علاقة تشاركية تخدم المصالح المشتركة مع المجتمع تماشياً مع أهداف دولة قطر السامية في المحافظة على هويتها الثقافية الأصيلة المستقاة من جذورها الإسلامية العربية..
فكانت من ضمن مبادرات الجامعة التي أثارت إعجاب الكثيرين مبادرة (احتشام) التي سعت من خلال نشاطاتها المكثفة إلى تأكيد دورها في إثراء المجتمع فكرياً وعلمياً ومعرفيا ، والإسهام في تحويل المعرفة إلى محركٍ للتنمية..
ومجابهة الهجمة الشرسة ضد المرأة وهذا الموج المتلاطم الذي يريد إخراج الفتاة من طبيعتها المجبولة على الحياء والعفة لرميها فريسة في عالم استهلاكي تهجم فيه ذئاب المادة على الفتيات بقيادة مجموعة من مشاهير السوشال ميديا الذين أصبح الكثير منهم أداة طيّعة بيد مروجي البضائع والماركات من شركات كبرى تعزز النهم الاستهلاكي والجنون “المظهري” بعيدا عن القيم والمثل والمبادئ.
إن الرسائل التوعوية المكثفة التي تطلقها مبادرة احتشام هو تأكيد على دور المرأة القطرية عموماً والطالبة الشابة القطرية التي آمنت بمبادئها وقيمها وأعلنت اعتزازها بها…
في مرحلة بات من الواجب على المؤسسات التعليمية المحافظة على وجودها كراعية لقيم المجتمع ومد يدها خارج الأسوار لتكون مشاركاً فعلياً في التربية…
ولتأكيد فكرة أن مجتمع “جامعة قطر” هو مجتمع المتفائلين والمؤمنين بالقدرة على تحقيق الأمنيات والغد الأفضل وأن هناك من الطلّاب من يمتلكون قدرات التميّز الأكاديمي واالأثير المجتمعي في سعي الجامعة الحثيث لتأدية دورها لإثراء المعرفة ورفع مستوى الوعي بالقضايا الاجتماعية والتوعية التثقيفية ، بوصف ذلك ركيزة من ركائز تقدم المجتمعات وتطورها، ولما له من فائدة في استقرار تلك المجتمعات والنهوض بها..
لقد شعرت -مثل كثيرين- بسعادة كبيرة وأنا أتابع مبادرة “احتشام” وتشجيع ودعم مدير الجامعة الدكتور حسن الدرهم لكل نشاط طلابي إيجابي يضع بصمة إيجابية في المجتمع.. فشكرا للجامعة إدارةً وطلاباً وعي تذكرنا أن كل خلق نبيل مادته الحياء ولباسه الاحتشام.. تأكيدا على مكارم الأخلاق ومعانيها السامية.