أَوهِ بَديلٌ مِن قَولَتي واهاً
لِمَن نَأَت وَالبَديلُ ذِكراها
أَوهِ لِمَن لا أَرى مَحاسِنَها
وَأَصلُ واهاً وَأَوهِ مَرآها
شامِيَّةٌ طالَما خَلَوتُ بِها
تُبصِرُ في ناظِري مُحَيّاها
فَقَبَّلَت ناظِري تُغالِطُني
وَإِنَّما قَبَّلَت بِهِ فاها
— أبو الطيب المتنبي
شرح أبيات الشعر:
1 – يقول: تألمي الآن بديل من تعجب كان لوصل من نأت عني، وصار ذكراها بدل منها، فأنا اليوم أتوجع من فراقها، بعد أن كنت أتلذذ بوصالها.
2 – يقول: أنا أتوجع من أجل أني أرى محاسنها بعد ما كنت أتعجب بوصالها، وأصل استحساني، لوصلها فيما تقدم، وتوجعي الآن على فقدها إنما هو مرآها: أي رؤيتها. يعني: فيما تقدم. أي: لولا أنى رأيتها لم أتعجب من حسنها، ولم أتلهف على فراقها.
3 – يقول: التي أتوجع من فراقها. هي شاميّة، وهي التي طالت الخلوة بيني وبينها، فكانت ترى في ناظر عيني وجهها لقربها مني.
4 – “به” أي فيه: أي فقبلت من ناظري فاها. يعني: أن ناظر العين كالمرآة إذا قابله شيء انطبعت صورته فيه.
يقول: إنها رأت شكل فمها في ناظري، فغالطتني أنها تقبّل عيني، وإنما قبلت شكل فمها، الذي رأته في ناظري.