الشعر والأدب العربي في العصر العباسي
الأدب العربي في العصر العباسي
تاريخ الأدب العربي في العصر العباسي الأول والثاني:
لم يَكن هيّناً على الأمويين أنْ يحتفظوا بملكهم طويلاً بعد عصر الراشدين، ذلك بسبب الثورات المتالحقة التي طانت تنشب في وجههم وتنازعهم الحكم.
ولا سيما ثورات الخوارج والشيعة والزبيريين، ثم كانت ثورة العباسيين سنة750م/132هـ آخر حلقة في سلسلة تلك الثورات، التي أنهكت دولة بني أمية وآلت إلى القضاء عليها.
كما يُعدُّ العصر العباسي أزهى العصور العربيَّة حضارة ورقياً، كما أنَّه أطولها زمناً، إذ امتدَّ حتَّى سنة 656هـ/1258م، حين تمكَّن هولاكو المغولي بجحافله اللجبة من اجتياح بلاد العراق والشام والقضاء على الدولة العباسيّة في بغداد، التي دامت ما يزيد على خمسة قرون.
وهنالك عهدين كبيرين في هذه الحقبة المديدة، ألا وهي: عهد قوَّة ومنعة عاش فيها الخليفة عزيز السلطان معيب الجانب، حيث يُعرَف بالعهد الذهبي الذي يصادف القرن الثاني وبعض القرن الثالث الهجري” القرنين الثامن والتاسع”، بالإضافة إلى عهد انحلال سياسي، تخاذل فيه الخلفاء وضعفت في أيامهم هيبة الحكم.
فما طال القرن الرابع الهجري/ العاشر الميلادي، حتَّى غدت بلاد فارس في حوزة بني بويه، الموصل وديار بكر وديار ربيعة ومضر في أيدي بني حمدان، مصر والشام في قضبة محمد بن طغج ثم الفاطميين.
على أنَّ التفكك السياسي لم يصحبه بالضرورة تقهقر حضاري ولا تخلّف علمي، بل إنَّ الفكر العربي الإسلامي، بما أوتي من قوّة دافعة أكسبته إياها القرون الأولى الوطيدة، استطاع أنْ يمضي في طريق النضج والازدهار ويغمر الأرض بنور المعرفة وألقَ الإبداع.
فقد تعددت مراكز الإشعاع الحضاري، إضافة إلى مدن العراق، فكانت مكة والمدينة والحجاز، والفسفاط والقاهرة ومصر، حلب ودمشق في الشام، الري وهمذان في فارس ثم بخاري وسمرقند في ما وراء النهر، غزته في أفغانستان وجرجان في خرسان.
وكان طبيعياً في غمار هذا الوضع السياسي والاجتماعي، أن ينطوي ذلك المجتمع الجديد على تمازج في العادات والثقافات. وأن يفرز هذذا العصر أصنافاً من العلوم ألواناً من الآداب. وأن يعكس ذلك على كل صعيد في الحياة العامة وفي جملتها الحياة الأدبيّة.
كما أنَّ الشعر في العصر العباسي شهدت بواكير نبوغ عدد وفير من الشعراء المبدعين، الذين اتسمت أشعارهم بملامح الجدة وانطوت على وراءه الحداثة.